تخيل مجتمعًا يتحول في كل وضع إلى مجمّع من الخطايا. الأكل ،الشرب ،النوم، الكلمات، الكتابات وجميع أنواع الممارسات – كل شيء يشكل خطيئة. يبدو أن كل خطوة يقومون بها في سبيل الخلاص تجعلهم ينغمسون أكثر. لا أستطيع أن أتصورإلى متى سيستمرون في هذا الوحل.
هل تم إخماد إحساسنا بالإنسانية؟ لماذا قلوبنا تشعر بفقدان الإحساس لهذا الحد؟ لماذا تم تهميش الدموع إلى عالم الأحلام؟ أو ربما، ألسنا نعيش حقًا؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا نجد التسلية في وسط معاناتنا؟ لا يمكنني أن أؤكد أننا نمتلك البصيرة، نظرًا لعدم قدرتنا على توقع ما الذي يحمله الغد. نصارع لنفهم أنه قد نواجه نفس المصير كمن قبلنا.
انظر إلى هذه الجماهير. انظر إلى الحجر، الحديد والتراب يتزايدون بشكل عشوائي. إنهم يبحثون عن السعادة في مأوى الفئران القديم. جماعة تهرب من السيد(الرّب)، فاقدة لطريقها، جماعة تعبد المُتع والنتيجة هي الأحزان… لقد سلكنا نفس المسارات لسنوات، نمر بنفس الأبواب. آذاننا لا تزال صماء أمام الضحكات الصادقة، غير قادرة على إلتقاط الصوت الذي نتوق إليه. أعيننا، أُعميت بألوان مسروقة، تفشل في إدراكه (الرب). أيامنا أظلم من الليالي، وليالينا تشبه القبور. قلوبنا تناشد الأمل من الراحلين. عقولنا أثقل من أحجار القبور.
أليس هناك احدا رحيما ليُحول ليلنا إلى نهار؟ أليس هناك طبيب ليخفف عن قلوبنا المجروحة؟ لم يعد لدينا إيمان بعد الآن في فرح الذين يحجبون حزنهم وراء الستائر المغلقة. قلوبنا لا تتأثر بواجهة مرحة لموكب جنائز. القلب ما زال يبحث عن شيء مفقود. القلب هو المتفاني له (الرب). في أعلى ناطحات السحاب، في أروع ملذات الرذيلة، وفي أفخم المتاع، يتابع القلب رؤيته بدون كلل. إنه يتوق إلى تلك الأيدي الرقيقة التي ستخفف عنه معاناته وترفعه إلى أعلى السماء بجناح الطائر. اللقاء معه – يا لها من لحظة بهية !.
إنه ينتظر عودتنا وندمنا. نعود إلى بابه بعد أن أثقلتنا همومنا.
يا رب! أرجوك اغفر لنا! حتى وإن وصلنا إلى بابك ونحن نشعر بالعجز وبدون سبل، نأتي بأمل الوصول إليك. لقد ابتعدنا عنك، ولكننا لم نجد عزاء في شيء سوى رحمتك. لم يكن لدينا أحد سواك ليواسينا. تم الإستهزاء بصراخنا؛ لم يرد أحد على مناجاتنا.
لم يقترب أحد قبلنا من حضرتك وهو محمل بتلك الخطايا كما نحن الآن. ولكن هذا كان بسبب جهلنا، نتوسلك بعدم لومنا، فنحن غير مدركين لأي طريق آخر. إذا لم تقبلنا، إلى أين يمكننا التوجه بعد ذلك؟
يا مصدر الأمل للمخذولين! كن رفيقنا! يا شافي العاجزين! كن لنا علاجًا! أضف قليلًا
من النعم على هذا المقام المتدهور حتى لا نبتعد عنك مرة أخرى! لقد ارتكبنا معاصي لا تُحصى، وأخيرًا، بأرواح ذليلة، وصلنا إلى عتبتك المقدسة.