في زمنٍ ما، في أرضٍ تلاشت فيها الألوان، وصمتت فيها الأصوات، وانغمر كل شيء في الظلام، كان هناك عالم.حيث كان السكان يغمرهم الجهل، والأجيال غارقة فيه. كان هذا العالم محكومًا بالليل الدائم، عاجزًا أمام البرد، لأن كل النجوم قد تلاشت، تمامًا كما تلاشت الشمس.
كان أهل هذا العالم ينتظرون بلا أمل حتى يختفي كل شيء. لقد فقدوا الأمل، إلا عدد قليل.
كان هناك أفراد مثاليون، يعملون بجد جاهدين مستعدين للسفر إلى أماكن بعيدة لأجل أحلامهم. كانوا أشخاصًا يمكنهم الشروع في رحلات إلى أراضٍ مجهولة ليعيدوا الضوء، يتحملون البرد، وقلة الألوان، وانعدام الحياة.
لم يتأثروا بالظلام أو البرد أو قلة الألوان، لأن لديهم هدفًا نبيلًا. كان هدفهم مدى الحياة هو نشر النور في كل اتجاه، وزرع الأمل في القلوب، وملء النفوس بالسلام.
أولئك الذين يؤمنون بهذه الفئة الصغيرة من الأفراد الذين يسعون وراء أحلامهم لم يتخلىوا عنها أبدًا. لم يستسلموا، حتى عند مواجهة العقبات. إذا كان هناك مشكلة، فإنهم سيطلبون المساعدة من مأواهم الوحيد وسيستمرون في طريقهم.
أفراد مخلصون يسعون وراء أحلامهم…
مجتمع يسعى لاستعادة النور…
كان العالم على وشك الانقراض. ومع ذلك، استمر المجتمع المخلص الذي لم يفقد أمله في البحث عن حلٍ. تغلبوا على جميع العقبات، سواء كانت جبالًا، أنهارًا، أو وديانًا، دون تردد.
في يوم من الأيام، بدأت الأنوار تشع مرة أخرى. مع انحسار البرد في زاويته، ارتفعت الشمس، مدفئة العالم بأسره. عادت الألوان إلى الحياة، إستعاد العالم رونقه السابق. لم يعد الناس يتمنون أن يُسجنوا في الظلام، لأن هذا النشاط، وهذا التألق، وهذا النور كان لا يستغنى عنه. الضوء كان ضرورة، وكانت الحياة مستحيلة بدونه.
مع إشعال الأنوار في كل شارع وبلدة، توجه الجهل وعدم الوعي لمأواه. بدأت التجارب والأبحاث في التقدم دون فقدان الزخم.
المعلمون، الذين يعلمون، الذين يبعدون الظلام، يضيءون الأنوار، ويوجهون البشر كما ينبغي، كانوا هم الذين أنقذوا العالم بأسره.
أولئك الذين كرسوا أنفسهم لتحقيق أحلامهم…
فئة صغيرة من الأفراد تسعى لاستعادة النور…
كان المعلمون ضروريين. عندما كان العالم في الظلام والبرد وقلة الألوان، استمرّ المجتمع الذي لم يتخلى أبدًا عن أمله في سعيه. جبال، وديان، وأنهار، لا شيء كان يشكل تحديًا؛ تغلبوا على كل شيء.
يؤثر المعلمون بشكل يتجاوز ببساطة نقل المعرفة. الدرس ليس مقيدًا بجدران المدرسة. قبل كل شيء، يحتاج الناس إلى مرشد، معلم، للتعلّم.
يبعثرون المعلمون بذور الأمل، يُشعون النور الذي يبعد الظلام، ويقفون ضد الجهل. دون توقع أي شيء بالمقابل، يلمسون القلوب، يتطلعون إلى خير البشرية، ولديهم الهدف النبيل لإضاءة الظلام.
يصبحون آباءً وأخوةً أو أصدقاءً عند الحاجة. ييشغلون مكانًا في قلوب طلابهم.
يقدمون هدايا من بحر المعرفة، يأخذون الطلاب في رحلات إلى عالم الأحلام، يُعدوهم للرحيل من هذا العالم إلى العالم الآخر، يعملون كمرشدين، ويملؤون قلوب طلابهم باللطف والجمال والحب. يرسلون ورثتهم في جميع الاتجاهات، وهؤلاء الوارثون ينشرون النور و الدفء في الأماكن المغمورة في الظلام.
يمكن للمعلمين لمس آلاف القلوب. ابتسامتهم، محادثاتهم الصادقة، يمكن أن تحول قلوبًا راكدة إلى أنهار جارية. إنهم يربون ورثة العالم بأفضل الطرق، يعلمونهم قيمة الأشياء، ويعلمونهم حب الخير والجمال.
يبدأ المعلمون كل يوم بطاقة متجددة، يفكرون باستمرار في كيفية التدريس بشكل أفضل، كيف يمكنهم الوصول إلى تلك القلوب، كيف يمكنهم إحضار الدفء إلى البرد والنور إلى الظلام.
المعلمون المخلصون، مستوحون من حبيبنا النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، يسعون بلا كلل لجلب السلام والحب والحقيقة إلى قلوب الناس، بعطاء وصدق وتسامح وحب.
إنهم لا يُقدّرون بثمن، ولا يمكن ردّ ما قدموه. إلى المعلمين الذين يقدمون أعمالًا لا تقدر بثمن، الذين يرشدونا، الذين ينشرون الخير بلا كلل ويقودوننا في الطريق الصحيح، نعبر لهم عن امتناننا العميق!